أهمية طلب العلم في الإسلام
نستعرض في ما يلي مجموعة من الأحاديث التي تعكس أهمية السعي لطلب العلم:
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انتزاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولكن يَقْبِضُ العِلْمَ بقبضِ العُلَمَاءِ، حتّى إذا لم يُبْقِ عَالِمًا اتخذ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عندما يموت الإنسان، ينقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنْتَفَع به، أو ولد صالح يدعو له).
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (طلب العلم فريضة على كل مسلم، وإنَّ طالب العلم يستغفر له كل شيء، حتى الحيتان في البحر).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالمًا أو متعلمًا).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة).
فضل العلم وأهله
وفيما يلي بعض الأحاديث التي تبرز فضل العلم والعلماء:
- عن ابن شهاب، قال: قال حميد بن عبد الرحمن: سمعت معاوية -رضي الله عنه- خطيبًا يقول: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من يُرِد الله به خيرًا يُفتح له في الدين. وإنَّما أنا قاسِمٌ ويُعطي الله، ولن يَزال أمر هذه الأمة مستقيمًا حتى تقوم الساعة، أو حتى يأتي أمر الله).
- عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم من تعلَّم القرآن وعلمه).
- عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: ذُكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلان؛ أحدهما عابد، والآخر عالم، فقال: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم)، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جُحرها وحتى الحوت ليصْلون على معلم الناس الخير).
- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحبًا بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعلموهم).
- عن قيس بن كثير، قال: قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء -رضي الله عنه- وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟ فقال: حديث بلغني أنك تحدِّثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فما جئت لحاجة؟ فقال: لا، قال: فما جئت إلا في طلب هذا الحديث؟ قال: فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
التحذير من كتمان العلم
نبه الإسلام على خطورة كتمان العلم، وتساهم الأحاديث التالية في توضيح ذلك:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدَّثتُ حديثًا، ثم يتلو: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيَّنا للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللّاعنون* إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيَّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من سُئل عن علم فكتمه، ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة).
- عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه).
حث الإسلام على نشر العلم
شدد الإسلام على أهمية نشر العلم، والأحاديث التالية تؤكد على ذلك:
- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مثل ما بعثني الله به من الهُدى والعلم، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا، فكان منها نقية، قبلت الماء، فأنبتت الكلا والعشب الكثير، وكانت منها أجادب، أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلاً، فذلك مثل من فقُه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به).
- عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها).
- عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بلِّغوا عني ولو آية، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليَّ متعمدًا، فليَتَبَوَّأْ مقعدَه من النار).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا).
- عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه -رضي الله عنه-، قال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالخيف من منى فقال: (نضَّر الله امرأً سمع مقالتي، فبلَّغها، فرُبَّ حامل فقهٍ، غير فقيه، وربَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من جاء مسجدي هذا لم يأتِه إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره).
- عن أبي كبشة الأنماري -رضي الله عنه-: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالًا وعلمًا، فهو يتقي ربه فيه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقًا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالًا، فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالًا لعملت بعمل فلان، فهو بنيته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالًا ولم يرزقه علمًا يخبط في ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقًا، فهو بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو أن لي مالًا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء).