موقع مرج البحرين

من خلال الدراسات التي أجراها العلماء المتخصصون في دراسة البحار والمحيطات، تم اكتشاف العديد من الممرات المائية المتميزة بين المسطحات المائية المختلفة، والتي نذكر بعضها فيما يلي:

تم تحديد فاصل يمنع اختلاط المياه بين البحر الأحمر وخليج عدن.
يوجد كذلك حاجز بين خليج المكسيك ونهر الميسيسيبي، مما يساعد النهر والخليج على الاحتفاظ بخصائصهما الفريدة.
أيضًا، يتمثل مرج البحرين بين الخليج العربي وخليج عمان.
تم التعرف على وجود فاصل بين مياه المحيط الأطلسي منخفضة الملوحة ومياه البحر الأبيض المتوسط مرتفعة الملوحة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجز طبيعي يفصل بين بحر بوهاي والبحر الأصفر في الصين.

تفسير ظاهرة مرج البحرين

جاء ذكر مرج البحرين في القرآن الكريم في ثلاث آيات من سور مختلفة، مما يعكس أهمية هذه الظاهرة. وقد تم إثبات وجود هذا الحاجز علمياً من خلال التصوير الحراري بواسطة الأقمار الصناعية.

حيث تبيّن من خلال الصور وجود اختلافات ملحوظة بين المسطحات المائية، مما يدل على احتفاظ كل منها بخصائصه الفريدة ونباتاته، الأمر الذي يعزز وجود الحاجز المائي المذكور في القرآن الكريم:

قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا)، الآية 53 من سورة الفرقان.
(أَمَّنْ جَعَلَ الأرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)، الآية 61 من سورة النمل.
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ** بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ** فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ** يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) الآية 19- 22 من سورة الرحمن.
تلك الآيات الكريمة توضح لنا كيفية تقسيم المياه إلى ثلاثة أنواع: ماء عذب، ماء مالح، ومنطقة تلاقٍ تجمع بين الصنفين السابقين.
ومن الجدير بالذكر أن منطقة التلاقي تحميها عوائق تمنع اختلاط المياه، حتى في ظل العواصف أو الفيضانات أو تغيرات المد والجزر.

شرح ظاهرة مرج البحرين

افترض العلماء أن وجود الحاجز في خليج آلاسكا يعود إلى الأسباب التالية:

خليج آلاسكا يحتوي على كتل جليدية ذائبة تشكل حاجزًا بفعل اختلاف الكثافة وملوحة الجليد المذاب مقارنةً بمياه الخليج، مما يمنع اختلاطها.
من المهم أن نلاحظ أن وجود طبقتين مختلفتين في الكثافة هو ظاهرة طبيعية، لكن تواجدها جنبًا إلى جنب يستدعي التأمل في قدرة الله سبحانه وتعالى.

حيث إن اختلاف درجات الحرارة والمواد الرسوبية بين المسطحات يؤدي أيضًا إلى إنشاء حاجز.

العالم المكتشف للبرزخ بين البحرين

العالم جاك كوستو، أحد أبرز علماء البحار في القرن العشرين، كرس حياته لأبحاث البحار والمحيطات. وقد أعلن إسلامه في عام 1977 خلال حضوره أكاديمية العلوم في باريس بعد إدراكه لقدرة الله المذكورة في القرآن الكريم منذ 14 قرنًا.
أثناء دراسته لمضيق جبل طارق، اكتشف وجود بحر ثالث يفصل بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
كما لاحظ تكرار هذه الظاهرة أثناء دراسته لمضيق باب المندب، والذي يفصل بين البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي.
استنتج أن البحر الذي يفصل بين المسطحات المائية المذكورة له خصائص فريدة من حيث الملوحة والكثافة ونوع الأسماك ودرجة الحرارة.
كما وجد أن الأمواج والأسماك الخاصة بكل مسطح مائي لا تختلط مع البحر الثالث.
من الجدير بالذكر أن جاك كوستو استفسر من أحد اليمنيين حول هذه الظاهرة، والذي أكد له أنها وردت في القرآن الكريم منذ عصور طويلة.