هل السحور في رمضان مستحب أم إلزامي؟

يتساءل العديد من المسلمين حول ما إذا كان السحور في رمضان يُعتبر سنة أم واجب. إذ يُعتبر السحور أحد الوجبات الأساسية في أيام هذا الشهر الكريم، حيث يفطر المسلم عند سماع أذان المغرب ويمتنع عن الطعام عند سماع أذان الفجر. في هذا السياق، سيستعرض الموقع مسألة كون السحور سنة أم واجب.

السحور في رمضان: سنة أم واجب؟

السحور في رمضان: سنة أم واجب؟
السحور في رمضان: سنة أم واجب؟

يُعتبر السحور جزءًا غير أساسي من أركان الصيام، ولا يؤثر تخلف الفرد عنه على صحة الصيام بحد ذاته. فهو سنة مستحبة، وقد أشار نبينا الكريم، عليه الصلاة والسلام، إلى أهمية هذا الطبق من الناحيتين الروحية والصحية. ولذلك، يتبع المؤمنون هذه السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تعتبر وجبة السحور من أهم الوجبات خلال شهر رمضان المبارك، حيث أفاد الأطباء بأن تأثيرها على الجسم يفوق تأثير وجبة الإفطار. فهي تعزز قدرة الفرد على تحمل مشقة الصيام وتزيد من كفاءته في العبادة خلال هذا الشهر الفضيل.

بفضل تأثير السحور الإيجابي، أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة تناول هذه الوجبة كوسيلة لإعداد المسلم لصيام نهار رمضان بنشاط وحيوية. إذ تحتوي وجبة السحور على العديد من الفوائد الصحية، لذا يُفضل للمسلم الذي ينوي الصيام أن يحرص على تناولها.

علاوة على ذلك، فإن اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في جميع جوانب الحياة يعود بالنفع على الفرد، حيث يمكنه رؤية فوائد ذلك في حياته اليومية. والمكافأة الأعظم ستكون في الآخرة، حيث يمنح التمسك بتعاليم الرسول الأجر والثواب.

إذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتحدث عن الهوى، فكل أفعاله جاءت بوحي تهدف إلى إفادة الأمة وتجنيبها الشرور. من كل ما قيل، نستنتج أن السحور في رمضان هو سنة وليست فرضًا، ولكن ينبغي المحافظة عليه للحصول على الأجر والثواب.

تعريف السحور

تعريف السحور
تعريف السحور

السحور هو الغذاء الذي يتناوله المسلم قبل الفجر لتخفيف عبء الصيام في النهار. لذا، فإن تناول السحور يُعتبر سنة عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عنه قوله «إن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين» [رواه أحمد].

واتفقت المذاهب الفقهية على استحسان تناول وجبة السحور، مع التأكيد على أنها ليست فرضًا، ولا يشعر تاركها بالإثم، إذ يُفهم من الحديث السابق أن الله وملائكته يصلون على من يتناول السحور، مما يعينهم على تحمل مصاعب الصيام.

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله «تسحروا فإن في السحور بركة» [رواه أنس بن مالك]، مما يظهر لنا فائدة أخرى تتعلق بالسحور، وهي البركة.

كذلك، فإن القصد من إتباع سنة السحور هو وجود البركة فيها، وهي أيضًا تفريق مهم بين صوم المسلمين وصوم أهل الكتاب. وعندما يتناول الشخص السحور، فإنه يُخزن طاقة تساعده في أداء مهامه وعبادته خلال النهار دون شعور بالتعب.

كما يُفضل أن يؤجل الصائم تناول السحور إلى ما قبل أذان الفجر، وهي سنة مستحبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان ينتهي من سحوره ويتوجه إلى صلاة الفجر. يُستحسن أن تحتوي وجبة السحور على التمر، وأن يكون تناول التمر عددًا فرديًا.

آداب السحور

آداب السحور
آداب السحور

هناك مجموعة من الآداب التي يُستحسن مراعاتها في تناول السحور، مثل تأخير وجبة السحور إلى ما قبل أذان الفجر. يُفضل أن تكون الوجبة خفيفة على المعدة، وكما ينصح بتناول الخضروات أو الفواكه الغنية بالألياف والبوتاسيوم والمغنيسيوم.

تساعد العناصر المذكورة في الشعور بالنشاط والحيوية، مدعومة بالطاقة اللازمة. يُنصح بتناول الأطعمة مثل الخس، الجرجير، الأناناس، الموز، والتمر، حيث أنها غنية بتلك العناصر وتساهم في تقليل الشعور بالعطش، خاصة وأن التمر يُعرف بقدرته على تخفيف العطش خلال النهار.

وفي ختام هذا المقال، الذي يحمل عنوان “السحور في رمضان: سنة أم واجب؟”، استعرضنا معكم مفهوم السحور وآدابه، وأوضحنا ما إذا كان يُعتبر سنة أم واجب.

Scroll to Top