تعد الآية الرابعة عشر من سورة الملك “ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير” تذكيرًا عظيمًا بأن خالق الكون لديه الكمال في المعرفة. يعكف العديد من الأشخاص على قراءة القرآن الكريم، إلا أن الكثير منهم يغفل عن فهم المعاني العميقة لكلماته. ومن بين الآيات التي حظيت بكثير من البحث والتفسير في سورة الملك، نجد هذه الآية. في المقال التالي، سنقوم بتسليط الضوء على كل ما يتعلق بسورة الملك.
تفسير آية “ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير”
تتحدث هذه الآية عن علم الله سبحانه وتعالى السابغ بكل ما خلقه في هذا الكون. فعبارة “وهو اللطيف الخبير” تشير إلى أن الله لطيف بعباده وعليم بكل خفاياهم. لا يحدث شيء في الحياة إلا وقد علم الله به، حيث تأتي كلمة “الخبير” بمعنى العليم الكامل.
تعريف بسورة الملك
بعد التعرف على تفسير آية “ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير”، نقدم لكم معلومات حول سورة الملك. تعتبر سورة الملك من السور المكية التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة. يذكر ابن عباس رضي الله عنه أن السورة “نزلت بمكة، تبارك الملك”.
تُعتبر سورة الملك السورة رقم 67 في ترتيب سور القرآن الكريم حيث تتكون من ثلاثين آية، وتوجد في الجزء التاسع والعشرين من المصحف. وفتحت هذه السورة بتعظيم الله وتعريف بصفاته الكاملة، حيث جاء في بدايتها “تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير”.
تسلط السورة الضوء على نعمة الله ورحمتها، مُشيرةً إلى آثاره الواضحة في خلق السماوات والأرض وما فيها من كائنات، مما يدعو الإنسان إلى التأمل والتفكر في خلقه.
سبب النزول
وفقًا لابن عباس، فإن سبب نزول الآية الثالثة عشر من سورة الملك “وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور” كان نتيجة لإيذاء المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا يتحدثون عنه خلف الأبواب. وقد جاء جبريل ليخبر النبي بما يقولون. لذا نزلت هذه الآية.
أما الآية التي تليها “ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير”، فهي تذكير للمشركين بأن الله يعلم بكل ما يخفيه قلوبهم.
ما هي علاقة سورة الملك بما قبلها؟
تتناسق سورة الملك مع السورة التي سبقتها، وهي سورة التحريم، حيث عالجت سور التحريم صراع الخير والشر، وأبرزت نتائج ذلك الصراع في الآخرة. لذا، تتناول سورة الملك التأكيد على قدرة الله عز وجل في ملكه.
تتحدث السورتان عن حقيقة الصراع بين الإيمان والكفر، وتبين أن النتيجة ستظهر في يوم القيامة.
أهداف سورة الملك
تحمل سورة الملك أهدافًا ومقاصد متعددة، منها:
- تقديم الأدلة الداعية إلى الإيمان بالله بالترغيب والترهيب.
- الله هو القادر على كل شيء، وقد خلق الموت والحياة والسماء بأكملها.
- دعوة الناس للنظر في آيات الله في السماوات والنجوم.
- توضيح العقوبات التي تنتظر المنكرين والثواب العظيم للمتقين.
- الإشارة إلى أن الله عالم بكل ما يجري في قلوب عباده.
- تعداد النعم التي لا تُحصى والتي منحها الله للإنسان، مثل السمع والبصر.
- تقديم الدلائل على قدرة الله من خلال مخلوقاته مثل الطير.
أسماء سورة الملك
لحظت هذا السورة عدة أسماء، منها:
- الواقية.
- الملك، وهو الاسم المشهور.
- المناعة.
- المانعة، كما ذكر الطبراني.
- تبارك الذي بيده الملك.
- المجادلة.
- الدافعة.
- المنجية.
- المخلصة.
فضل سورة الملك
تتميز سورة الملك بالعديد من الفضائل، منها:
- تشفع لصاحبها كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا ينام إلا بعد قراءتها مما يبرز أهميتها.
هل يمكن الاستماع إلى سورة الملك بدلاً من قراءتها قبل النوم؟
الاستماع لسورة الملك أو لأي سورة من القرآن الكريم يُعَدّ عملًا كريمًا، ولكن ثواب القراءة يبقى أسمى. فمن الأفضل القراءة من المصحف، حيث يحصل القارئ على ثواب القراءة والنظر إلى المصحف.
وقد أكدت دار الإفتاء في الأردن أن جميع كلمات القرآن الكريم، سواء من خلال التلاوة أو الاستماع، لها فضل كبير وليس هنالك أفضليات بينهما.
نصائح لحفظ سورة الملك
تعتبر سورة الملك من السور المباركة، وإليكم بعض النصائح لحفظها:
- قراءة السورة عدة مرات مع الالتزام بأحكام التجويد.
- فهم معاني الآيات من خلال الشرح والتفسير.
- تقسيم السورة إلى أجزاء ثم مراجعة كل جزء على حدة.
- كتابة كل جزء وحفظه ثم مراجعته.
- التكرار اليومي لحفظ السورة بالكامل.