لقد وُصِف جمال الطبيعة بأبهى العبارات، إذ لا يوجد أجمل من التأمل في المناظر الطبيعية حولنا. فعندما نتفقد المحيط، نجد الأشجار الوارفة، والسماء الصافية، وضوء الشمس الساطع، وقمر الليل المضيء. وعند النظر في الاتجاه الآخر، نجد البحر بموجه المتلاطم، وهو مكان شاسع وعميق يسحر الأنظار.
وصف البحر الهادئ
- تُمثل الأمواج الهادئة للبحر كفّ رقيقة تحتضن قلوب المتعبين والمهمومين قبل أن تجرّهم الأحزان إلى كهوف عميقة.
- وعندما يحل المساء، تُرسل النجوم ضوءها الباهر، مُكملة بذلك اللوحة الفنية الساحرة التي رسمها الخالق.
- الهدوء يعمّ البحر بعد صخب النهار، حيث يبدأ في البوح بأسراره إلى تلك النجوم المتلألئة في سمائه.
- تبدو النجوم وكأنها تُضيء وجه البحر، مُعززةً من روحه وكأنها تحتضنه بذراعيها الواسعتين.
- عندما تمر السحب فوق البحر الساكن الحزين، تُغطيه كما تفعل الأم عندما تضم طفلها في ليلة باردة.
- تمسح السحب عن البحر أنين الهموم، مُحوّلة إياه إلى فستان من الألوان الزرقاء المنعكسة تحت ضوء الليل.
- يُقضي البحر وقته تحت جناحي السحاب، مُتلقياً حبات المطر كما يحظى الورد بقطرات الندى.
- ومع قدوم فصل الربيع، تتفتح بتلات الأزهار، ويزهر البحر في أبهى حلله.
لمعرفة المزيد:
تابع وصف البحر الهادئ
- ينفتح البحر على مصراعيه ليستنشِق هواءً عابر للقارات، مُشبعاً بذلك شعراء الإلهام.
- ينتظر الذين يُحرمون من لقاء أحبائهم، فيتحادثون عن شوقهم وأمانيهم.
- يجلسون تاركين آمالهم تترقب شروق الشمس التي تحقق أحلامهم بعد فترة طويلة من الانتظار.
- يتمنى البحر لو يستطيع ملامسة الشمس، مُصافحاً إياها ليعكس نورها عليه.
- تُعيد الشمس الحياة لما أطفأه الليل في أعماق البحر، فينطلق البحر للعب تحت أشعتها،
- التي تشبه سلاسل ذهبية ساحرة.
- يسكب البحر ماءه على الشاطئ بعد ليلة هادئة.
- أما طائر النورس الذي يحلق بإنطلاق فوق الأمواج، فمعروف بأنه يُضيء السماء الزرقاء بجناحيه الأبيضين.
- يُعدّ النورس رفيق البحر الذي يُشعره بالألفة في وحدته،
- ينشر الفرحة والسعادة التي تُضيء البحر.
- يتكاثر النورس في السواحل، مُربيًا صغاره في أحضان البحر،
- ويستمر في المشاركة معه في ظروف الحياة اليومية.
- يُبصر النورس وجه البحر يومياً، مُكتشفاً بلوريات الأمواج.
- ويستمتع بتناول أشهى الأسماك التي تسكن مياه البحر، محلقاً عالياً فوقه.
وصف البحر الهائج
- حين يغضب البحر، يُحيط به ضجيج عارم، مُعبراً عن غضبه من خلال الموجات العاتية، مُتجنباً استقبال أي موجة أخرى.
- تبتلع الأمواج كل ما يُقابلها، مسبباً الخوف لكل من يقترب منه.
- أما الشاطئ، فيعاني من جفافه وشوقه، مستقبلاً تدفق الأمواج المتكرر.
- بعد فترة من الانتظار، تُغمر أمواج البحر الشاطئ، مُركّزة تأثيرها عليه،
- حيث تترك وراءها أصدافاً من أعماق البحر كذكرى للعابرين.
- هؤلاء العابرون يحتفظون بهذه الأصداف كتذكار من البحر.
- يعكس البحر أنه حتى في أشد حالات غضبه، يُقدم لنا هدايا تُذكرنا به.
- بذلك، يطلب البحر العودة إليه في أوقات الهدوء، ليستمع إلينا خلال شكوانا وأسرار حياتنا.
تابع وصف البحر الهائج
- خلال فصل الشتاء، يتبدل مزاج البحر، فيصبح عنيفاً، مختطراً الصخور بقوة ويبتلع السفن بكل حمولتها.
- وكأنه لا يرغب في وجود أحد بجانبه أثناء غضبه، ومع ذلك قد يكون سبباً في جعل أحدهم غنياً.
- عندما يسقط شخص ما في أعماق البحر ويكتشف كنزاً خفياً، يخرجه البحر وهو غاضب ولكن مملوء بالثروات.
- إن البحر عالم واسع يجلب المفاجآت والكنوز التي يمضي أصحاب السفن ساعات في الحديث عنها.
- تُعتبر تلك المغامرات مثيرة جداً خلال لحظات البحر العاتية في فصل الشتاء، حيث يعيش مالكو السفن حالة من الخوف والقلق.
- يستعدون لمواجهة الموت في لمحة بصر، مُعتبرين ما سيؤول إليه مصيرهم وجبة شهية للأسماك في القاع.
- لكن الحماية الإلهية تبقى هي السند الوحيد في أوقات الشدة، ولهذا يعتبر الكثير من أصحاب السفن مغامراتهم جديرة بالحديث والتأمل.